الأحد، 22 مايو 2011

وقفة ..

قلبي تمزق بين وطن لفظني .. وحضن  أسرني ... وحلم دافئ.. عبرني ..
ما اجمل لحظات الحلم .. وما أصعبها حين نستفيق على حين غفلة .. لنكتشف بأنه عبرنا ورحل .. مثله مثل كل الأشياء الجميلة ...التي تغادرنا وترحل دائماً ..
ترى .. إلى متى سأبقى قابعة في محطات الوداع ..
ألملم ذاتي المتناثرة .. هنا وهناك .. لأحاول أعادة تجميعها من جديد .. ولكن ما فائدة
جمع الآجزاء إذا كانت ستتبعثر مرة بعد مرة .. ويوماً بعد يوم ..
في كل مرة كنت اقف فيها أمام المرآة لأطمئن على أجزائي .. أكتشف شيئاً جديداً فيها قد تغير ...
هاقد بدأ العمر يمضي .. ويمضي .. وبدأت خطوط الهرم تتعمق في الروح والنفس .. قبل الجسد .. لتجتث بقسوتها كل شيئ حي في داخلي ..
مخلفة ورائها صحراءً قاحلة .. لا تصلح لثمر او لزرع .. صحراء يأبى أي مخلوق حي .. أن يحيا في داخلها ...
 ولكنها بالرغم من ذلك أكثر رحابة وأوسع امتداداً من كل الغابات والواحات .. إذ ما فائدة الواحات إذا كانت تنجب الحشائش السامة .. وما الجمال المرجو من الغابات التي تخبئ داخلها عالماً قائماً بأكمله على الإفتراس والموت ..

ولكن بالرغم من ذلك تبقى هي الأجمل بنظر الكثيرين .. وتبقى الصحراء .. مضطهدة منبوذة .. برغم رحابتها وأمنها ..
ربما هذا هو سبب كل ما آنا فيه ..
ولكن إلى متى سأظل مختبئة خلف إصبعي .. وإلى متى سأظل أناضل من أجل فكر .. رفضه كل من حولي ..
وإلى متى سأظل أقاوم  عقم العقول .. وصُغر النفوس ..
هكذا خلقنا .. وسنبقى هكذا إلى أن نموت ..
نظلم أنفسنا .. نظلم بعضنا .. قبل أن يظلمنا الأخرون .. ونطلب الرحمة دون أن نمنحها لغيرنا ..
نتكلم عن الكذب بأنه فاحشة .. ونكذب ..
نجَمِّل أنفسنا .. بتقبيح الأخرين .. وتحيا قلوبنا منتشية على حطام قلوبهم  ..
نبدل وجوهنا كما نبدل أثوابنا ... وفقاً لطبيعة الشخص وحجم المنفعة المرجوة ..
هل هذه هي الحياة .. هل هي حقاً .. وبصورتها هذا .. تستحق كل هذا الصراع من أجلها ...
وهل استحق لقب المتطرفة .. أو الباحثة عن المثالية ... إذا كنت اطلب الجوهر النقي .. والفطرة الطيبة
فقط ..
آهات وآهات .. ثقيله أطلقتها عذرائي .. في تلك الساعة التي يولد فيها النهار من سواد الليل ... بأجمل صورة
إذ كيف يولد النقيض من قلب النقيض ...
وقفت لحظات تتأمل هذا المشهد الرائع ..  مرددة بأسىً ... لا بد لهذا السواد من أن ينجلي .. لا بد لهذا السواد من أن ينجلي ...

هناك 4 تعليقات:

  1. صحراء ....
    من هنا انطلقت أعظم رسالة على وجه الأرض امتدت بالرحمة والسلام لتعم سائر أصقاع الدنيا وعرفت البشرية من هذه الرقعة أعظم الحكم والأمثال في دين الإسلام.
    الوطن مالفظنا بس متل ما قلتي (عقم العقول) برأيي جرنا لهون.
    التطرف مو من طبعك يعلم الله وطلبك للفطرة الطيبة نابع من طبيعتك بالأساس أنا متأكد.
    وإن كان يللي عم يتراءى أمامك سواد فلابد للسواد من أن ينجلي إن شاء الله...
    شكرا ع المساهمة ..................... أيقونة صفراء

    ردحذف
  2. صحراء ....
    من هنا انطلقت أعظم رسالة على وجه الأرض امتدت بالرحمة والسلام لتعم سائر أصقاع الدنيا وعرفت البشرية من هذه الرقعة أعظم الحكم والأمثال في دين الإسلام.
    الوطن مالفظنا بس متل ما قلتي (عقم العقول) برأيي جرنا لهون.
    التطرف مو من طبعك يعلم الله وطلبك للفطرة الطيبة نابع من طبيعتك بالأساس أنا متأكد.
    وإن كان يللي عم يتراءى أمامك سواد فلابد للسواد من أن ينجلي إن شاء الله...
    شكرا ع المساهمة ..................... أيقونة صفراء

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. كلمات ليست كالكلمات .. وفقك الله .. زوجك محمود

    ردحذف

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...