الأحد، 5 يونيو 2011

إقترب موعد الرحيل ...

   .... 
الزمان .... احدى ليالي الصيف الحارقة .... التي ألهبت القلب والروح ...
المكان ... بقعة مظلمة من هذا الكون .... تلف النفس والجسد برداء قاتم معتم ..
لم تكد جوارحي تستفيق من نشوة اللقاء والعناق .. لتحين لحظة الوداع المر...
هكذا هي اللحظات الجميلة في حياتنا ....
تمر مسرعة .. خاطفة ...وكأنها تخشى ان نمسك
بها ... او ان نستملكها ... فتهجرنا لأيام
وربما لأشهر او سنين ... وتعود بعدها لتطوف
حولنا ... مسرعة كما اعتادت ان تكون ..
وكأنها فتاة حسناء تسير بشموخ وتسبح بحرية
في فضاءات  أخيلة المشتاقين ... فتلهب القلوب
ثم  تختفي فجأة .. دون ان يحظى بها أحد..
لتبقى الحلم الأبدي ... المتجدد لكل مشتاق ..

ولكن ...رفقاً بي ايتها الحسناء ...أيتها اللحظة
السعيدة ..
رفقاً بي ايتها المجنونة .. فما عاد في قلبي
متسع للجنون ...
هاقد بدأت عقارب الساعة تلتقي عند موعد المغادرة
اااه ..كيف لي أن أترك أشيائي وأرحل
.. كيف لي أن أنفصل عن ذاتي 
 وكيف لجسدي ان ينفصل عن روحه ويغادر إلى ذلك العالم الذي طالما اعترف بالجسد فقط ...
حبيبي لقد خلقت لك لأدفن فيك .. فأنت ذاكرتي وحاضري  وأيامي ..
فلا تأسى ولا تحزن على جسد غادرك ورحل ... وابحث عني في خبايا صدرك
وبين أصابعك ..
فتش عن دموعي المتناثرة حول وسادتك ...والتقطها لأنها ذرفت لأجلك وحدك
 وعانق قلبي الذي ينبض حولك .. وروحي التي تسكن روحك ..
فأنا ما زلت هنا .. انتظرك كل يوم كما كنت دائما .. لأعد لك طعامك الذي تحب .. ولأحمل عنك ثقل الحياة .. واستبدله بالمرح الطفولي ..
انا هنا قربك ... فلا تعجب من ذلك .. فكيف لأم ان تترك  طفلها وترحل بعيداً ؟؟
ربما يكون من العجب ان تكون طفلي الذي يحيا في داخلي .. وتكون مثواي
الأخير في الوقت ذاته ..
ولكن لا تعجب يا حبيبي .. فالحب يحمل في طياته كل المتناقضات ..
وأنا احببتك ... وأحبك ... وسأحبك ..
لن أطيل الكلمات .. فقد بدأت الحروف تتساقط من بين شفتي ...
اقترب مني وعانقني ... فلا أحد يعلم ما قد ينتظرنا ..في الأيام القادمة ...
اقترب و دعني  أختفي فيك ... وأمتزج بتضاريسك ... وأستنشق عبق روحك  الذي طالما أنعش صدري..
و اترك ترياق الحب الذي طالما أسكرني يسيل ندياً على شفتي ...
مرر يديك فوق يدي ... ودعني اعبث في غاباتك التي أيقظت فطرة أنثى وجعلتها تضج
في داخلي ... اقترب مني ......
فأنا سأرحل ... وقد اقترب موعد الرحيل ....

هناك تعليق واحد:

  1. سيجمعنا الله قريباً وسوف نعيش بسعادة مدى الحياة إن شاء الله .... زوجك

    ردحذف

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...