الأحد، 26 يونيو 2011

رسالة لم تقرأ


جلستُ قرب ذلك السرير.. بعينينن يملؤهما الخوف والرجاء .. انظر اليها .. ثم اقتربت منها .. امسكت بيدها ونظرت الى عينيها بعمق .. لعلي افهم ما سر هذا الجمود .. وما سر هذا الموت لجسد مازال على قيد الحياة 
كنت اصغي الى نبضات قلبها الخافتة .. وارقب رعشة اجزائها ..
واقرأ في انكسار عينيها حكاية عمر كامل من الألم ..
لحظات جعلتني اعود الى الوراء ثلاثين عاماً ... اااه من الانسان .. ما اظلمه ... وما أضعفه...
يغتر بقوة زائلة .. وصحة.. عابرة ...وجسد آيل للسقوط والموت ...
سنوات واعوام ...مرت ..لتأتي لحظة واحدة تنهي كل شيئ .. وكأن شيئاً لم يكن 
كأن حياة كاملة ... بكل ما فيها .. اندثرت .. تحت غبار الأيام
مرت الساعات وانا مازلت ارقب عذرائي تتلوى امامي .. الى ان بدأ الألم ينتابني ..فهذ ه ليست المرة الاولى التي اشهد احتضارها ..
ولكنها لم تعد تقوى على الصبر والاحتمال .. فقسوة البشر قصمت ظهرها .. وجعلت افراح ايامها  تتتناثر في مهب الريح ..
ولكن رفقاً بي ايها البشر .. ورفقاً بذلك القلب .. الذي طالما كرهتم ضعفه وهشاشته 
.. واعلموا بأنه لم يضعف الا لأجلكم ... ولم ينكسر  الا بعد ان امتلأ بالحب لكم ..
ربما يكون الحب قوة .. وامل جديد للحياة .. ولكنه بالنسبة لي الضعف بعينه.. والخطوة الأولى باتجاه النهاية .. لأنني ومنذ اللحظة الأولى التي أرعش فيها الحب كياني .. نذرت حياتي كاملة لأجل من احب .. وأعلنت قلبه مثوىً لقلبي .. وروحه كفناً لروحي .. 
فأي قوة يمنحها حب جارف كهذا الذي أعيش فيه .. 
اااه يا حبيبي كم كان يسعدك ضعفي .. ويغريك سجني .. ااه كم أرقك سهري وأبكاك حزني ..
هاأنا الآن اناجيك بأن ترحم ضعفي الذي اغراك يوما وسجني الذي أسعدك اياماً ... وتحفظ دموعي .. والا تهدرها  
فأنا كما احببتَ أن أكون ... خُلقت لأجلك .. ولن أعيش إلا لأجلك .. 
فلا تلُمني على ضعفٍ انت أردته ... وعلى عشقٍ مجنون .. أنت صنعته ...
ولكن .. كن لي كما كنتَ دائماً .. الشمس والقمر لأصحو مع اشراقة مبسمك ... واغفو على جميلِ طلعتك...
هذا هو العشق الذي اعيشه وهذه هي صورتي الآن التي اردتها انت لي .. فلا تجعلني صورة .. مشوهة المعالم ... ارجوك
امتزجت دمعات عذرائي بكلماتها لتتساقط بعدها على ورقة بيضاء مسطرةً عليها ...رسالةً ... لم .. تقرأ

هناك تعليقان (2):

  1. دائما متألقه ومبدعه ورقيقه المشاعر في انتقاء الكلمات سلم قلمك وسلمت اناملك الحريرية فمن يقرأ كلماتك سيعرف انها من بنبوع القلب نابعة"

    ردحذف

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...