الأربعاء، 2 مارس 2011

حكاية غروب

جلست على ذلك السرير .. مسندة رأسي على الوسادة ..
الباردة ..
وبنظرات تائهة .. أخذت أرمق .. نفسي .. أرمق جسدي الذي طالما أحسسته غريبا عني .. وبدأت و لأول مرة أشعر بنوع من الألفة ..
والحميمية  تجاه هذا الجسد .. الذي طالما أنكرته .. وقمعت رغباته .. وأسكتت صرخات الأنوثة التي تتهادى
كلفحات الصيف الحارقة على مختلف تضاريسه....
منذ زمن .. وأنا أعاني  من هذا الانفصال .. بين الروح والجسد .. فلم أذقتني .. لذة الإتحاد ..
ولم جعلتني أعترف بأجزائي ..
بعد كل سنوات النكران ..
وليالي الغربة التي نشأت تحت مظلة التربية والمجتمع ..
آه منك ..
يا من جعلتني .. أشعر بنفسي .. زوجة ....... دون زوج ..
زوجة تتجمل كل مساء .. وتقف ساعات أمام مرآتها .... لتسألها .. من هي الأجمل .. في هذا الكون ..
ليأتي صوتك هامسا ... أنت هي الأجمل يا حبيبتي ..
فتلوح في عينيها .. تلك المسحة الشاحبة .. من الأمل ..
حبيبي .. لقد كانت تلك الأوقات التي تجمعنا .. في جنح الليل هي المحطة الأهم .. في تاريخ  يومي ..
فمن أجلها .. أقضي  ساعات النهار البطيئة .. الثقيلة ..
ومن أجلها .. أختزن كل ما لدي من مشاعر جريحة .. لأنني على يقين .. بأني سأضعها ليلا .. بين يديك .. وأتركها
تعبث دون قيد .. أو حد كطفلة .. صغيرة تتراقص  بغنج .. ودلال  على ربوع قلبك ..
ومن أجلها ... أخمد كل براكيني ... نهارا .. لتتفجر ليلا  .. قبلة ساخنة ... أرسمها بشفتي .. على شفتيك ..
فتثير بحرارتها .. الدفء في الأطراف المرتعشة الباردة ....
هاأنذا الآن ممدة على سريري .. الذي طالما جمع روحينا ..
ممدة .. ركام أنثى .. بعدما كنت يوما .. أختصر بذاتي .. جميع ما في الأرض .. من نساء ...
وها قد  قارب الفجر الجديد على الولادة ... والبزوغ .. على أطلال غروبي ..  و انطفائي ..
ممدة .. وصدى همسك يتردد لحنا حزينا ... على مسمعي .. .. وأنفاسك الحارة ..
الممزوجة بتنهيدات صدرك التي طالما أحرقتني ..
تملئ  المكان حولي ..
علمني الموت .. أن أعيش خوف اللحظة الهاربة .. أن أحبك في كل لحظة .. وكأنني سأفقدك في أي لحظة ..
وها  أنذا  الآن .. فقدتك .. قبل حتى .. أن أراك ..
............................................................ ..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...