الأربعاء، 27 أبريل 2011

الصندوق الأسود

                                               
كانت تعتقد بأن تغير المكان والأزمان كفيل بأن يخرج بها من دائرة الماضي القاتم ولكن مهما سافرنا ومهما ابتعدنا فلا يمكن لنا ترك أعمارٍكاملةٍ خلفنا لأنها مسكونة فينا نأخذها معنا لتغدو كالصندوق الأسود الذي تجتمع فيه كل خبايانا... 
الصندوق الذي نرمقه بعين حانية أحياناً وغاضبة ً في الكثير من الآحيان دون ان نجرأ على فتحه
هناك رغبة جامحة تنتابني لتحطيمه وطرده خارج ذاكرتي ولكن ليتني استطيع فعل ذلك ..
ان كل ما نقوم به في حياتنا وبدون علمً منا ...

 لا بد وان يمر بطريقة او بأخرى على ذلك الكابوس الأسود الجاثم في تلك الزاوية من انفسنا .. 
شئنا أم أبينا

يمر..  ليأخذ منه المنهج والطريق الذي سوف نمضي فيه
كم أتمنى أن أكون وليدة اللحظة   وكم أتمنى أن لايكون لدي هذا الصندوق   فربما كانت حياتي بدونه اجمل بكثير. ..
بل لا بد ان تكون اجمل من اي حياة .. 
بهذه العبارات استقبلت عذرائي صباح يوم جديد حيث كانت اشعة الشمس تتساقط على وجنتيها المتوردتين
وتلامس خصلات شعرها فتكسبها بريقاً جميلا... محبباً الى النفس
ولكنها لا تدري حقاً سر هذه الأفكار التي ترددت على مسمعيها وكأنها تلاوات بالرغم من جمال الصباح الذي يلف
الغرفة من حولها ...
نهضت .. نظرت الى المرآة فرأت وجهاً مليئاً بالجمال الطفولي ... وبنظرة فاحصة أكثر وجدت في عينيها
ذلك البريق المنسكب المتلألئ الذي يوحي بحزن عميق  .. دون ان تدري له سبباً واضحاً ولكنها وبتمعن وتدقيق اكثر
ايقنت بأنها كانت مسافرة في عوالم اللاشعور.. تنبش بصندوقها .. حيث كانت في كل مرة تتجرأ فيها على فتحه
ترى فيه الأشياء المدفونة بصورة جديدة  .. كل مرة تراها بلون جديد وطعم امر من ذي قبل  .. لتعكس ذلك المذاق على
مجمل حياتها التي تسعى دائماً لجعلها ملونة بلون الورد وحده ودون  اي لون آخر ولكن ....
هكذا هي الحياة دوماً مزيج غريب من المتناقضات .. فمن قلب الموت تخلق الحياة ومن قلب السعادة..
يتمخض الشقاء..

هناك تعليقان (2):

  1. بالتفاؤل والحب والإيمان بالله ... سنقضي على هذا الصندوق سوية بإذنه تعالى .. زوجك محمود

    ردحذف
  2. أما أنا فمن رأيي لو كان الصندوق الأسود مقسم لقطاعات عديدة (أقراص) وأتمكن من تهيئة أشدن تأثيرا بنفسي ماكنت توانيت لحظة لا والله
    بس مالازم أنسى احتواءه على أيام هنية وأوقات تخطيتها بصعوبة بسبيل النجاح وكانت ممتعة وابتسامة أم حنون لما بحط بين ايديها ولو قطعة كاتو وسعادة النفس بعد الصبر عند أذان المغرب في رمضان مع الأهل والأحبة لا تجاريها سعادة رغم صعوبة الصيام وما بتفارق ذاكرتي دمعات الفرح وطفل صغير عم يكاغي
    بس التسجيل الأخير للصندوق واللي غالبآ بكون محتقن بأغلاله أشد المآسي بيطفو عالسطح وبعطي الشعور نفسو المشار إليه بالنص
    طيب تحطم الصندوق ...... وماذا بعد؟
    رح تتراكم صناديق جديدة ولا حول لنا ولا قوة من إعتراض حكم الله وقدره ...
    الصندوق بعبارة مختصرة جزء من حياتنا وفقنا الله لملئه بالأعمال الصالحة
    أزمة وبتزول لكل واحد منا بثقته بالله سبحانه وتعالى و ورب العالمين مطلع ..... وفينا بصير
    ......................... أيقونة صفراء

    ردحذف

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...