الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

ما وراء الحب

اقتربت يدها برقة .. لتلامس بأصابها تفاصيل تلك اليد السمراء .. التي طالما أحبتها ..
ربما تكون قصة عشقها لتلك اليدين مدعاة للدهشة .. لدى الآخرين ..
ولكن ..
من يستشعر ذلك الدفء .. وذلك الحب والأمن ..لن يصاب بالدهشة ..
ومن يقرأ لغة النبض .. عندما يتحد مع النبض ..سيدرك تماماً ما سر عشقها ..
ليدٍ تختصر في ذاتها .. كل ما في الأرض من رجال...
في غمرة هذا الإحساس ..
أخذت تعبث بشعيراته .. المبعثرة على ظهر كفه ..وكأنها حشائشٌ ربيعيةٌ ..
ندية .. رطبة ..
لتقول له .. : أتحبني ..
_ نعم أحبك ..
_ رددها على مسمعي ثانيةً .. أرجوك .
_ أحبك .. أقسم لك .. بأنني أحبك ..
عانقت بأصابعها أصابعه ..ونظرت إلى عينيه الذابلتين بعمق ..
لعلها تستطيع الغوص إلى ما وراء تلك العينين .. وتبحر ..
في .. ما وراء الحب ..
لتبحث عن نفسها .. في داخله ..
وكم  كانت تخشى أن تفقد نفسها .. في داخله ..
ذلك الغوص .. إلى أعماقه الذي طالما أخافها .. وأرعشها ..
أصبح هاجسها الوحيد .. في تلك اللحظة ..
أمعنت النظر أكثر إليه .. وأخذت تسأل نفسها ..
أيمكن لتلك الحشائش الندية ..أن تصبح يابسة .. يوماً ما ..
وهل بإستطاعة الغابات .. أن تنقلب يوماً إلى صحراءَ قاحلة ..
أيمكن للنبض الذي طالما اطربني  أن يتحول إلى هديرٍ غاضبٍ..
يعصف بي ..
وأن تنقلب اللمسات الحانية .. إلى صفعاتٍ تقسمني ..
آه ..رباه .. انا حقاً لا أدري ..
في غمرة تلك الهواجس .. بدأت تشعر بيده ..
تنسحب شيئاً فشيئاً من يدها ..
نظرت إلى عينيه ثانيةً ..لتراهما مغمضتين ..
وكأنه قرأ ما في نفسها ..فأغمض عينيه وخلد إلى نومٍ هادئٍ ..
تاركاً إياها .. تتخبط ..في أسئلةٍ حائرة ..
لا تعرف لها جواباً ..
ليخفي عنها .. ما وراء الحب ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...