الخميس، 22 نوفمبر 2012

هنيئاً لك ... أيها الرجل

هنيئاً لك .. أيها الرجل ..


 

لم أكن يوماً من المستمعات .. أو من المطالبات بتلك الأمور التي تتردد عن جمعيات حقوق المرأة .. لإحساسي بأن المرأة في مجتمعاتنا تنال قسماً وافراً من حقوقها كأنثى ..ولظني بأن الرجال من حولي على وعي كافٍ باحتياجات المرأة ومطالبها كأنثى قبل كل شيئ ..ولكن .. ومع ازدياد نضجي وادراكي لاحتياجاتي ..صدمت بالواقع المرير.. الذي يحرم المرأة من أحد أهم وأبسط حق من حقوقها .. ألا وهو حق الإحتواء والرحمة ..فبعيداً عن كل الهيئات الإنسانية وجمعيات حقوق المرأة ... سأعود ههنا إلى كتاب الله عز وجل ووصايا نبينا الكريم الذي أوصى وقال (رفقاً بالقوارير) ..نعم نحن كالقوارير بمشاعرنا الهشة .. وروحنا النقية ... نحن كالقوارير .. نتفجر حساسية ً .. وأي خدش بسيط في مشاعرنا كفيل بأن يحطمنا من الداخل ..وأن يكسر قلباً كان يفيض يوماً محبة ً وعطاءً .. أنا لا أنشد الآن إلا الإحتواء لقلبي الصغير الكبير ... ولروحي التي باتت تتخبط من الضياع .. مشاعري جريحة .. من كثرة الإهمال لها ..والطعن بها .. أقضي ساعات النهار الطويلة متلهفة لبسمة رضا .. أو بريق احتواء .. ممن أحب ... فلا أجدها ..أحلام وطموحات .. وكلام كثير يغلي في داخلي .. فلا أجد له من أذن صاغية ..وإن كانت صاغية بين الحين والآخر ..فببرود قارص ... يفتقد الى الكثير الكثير من التفاعل ..أرغب أن أرفرف كالفراشات .. وأن أعبر عن كل مايختلج في داخلي دون الوصول إلى صدامات ..ولكن لا أمل ...لذلك كله آثرت الصمت والسكون ...علي أحفظ مابقي من ماء وجه مشاعري ..التي باتت مركونة مهملة في إحدى زوايا نفسي ... نعم الصمت ... وصمتي هذا قتل معه كل رغبة لي بالحياة .. وجعلني أفقد الحماس تجاه كل شيئ في هذا الكون .. وتجاهك أنت حبيبي في المقام الأول ... كم كنت أتمنى أن أصادف ذلك العقل الناضج المستوعب لكل ما أنا فيه .. وكم أنا بحاجة لمن يصغي إلى روحي ..ويستوعب حاجتها الملحة لذلك الأمن والطمأنينة والإهتمام ..التي باتت محرومة منه الآن ..ولكنها وبالرغم من ذلك لم تستلم .. بل طالبت وطالبت ولكن لا من مجيب .. المرأة ياحبيبي كالطفل الصغير بحاجة دائمة للرعاية ..فكلمةٌ صادقةٌ واحدة تخرج من القلب  .. تجعلها ملكة .. هذا الكون .. وتملؤ قلبها فرحةً غامرةً كفرحة الطفل الصغير بأجمل الهدايا والألعاب ..ولحظة إهمال واحدة  .. تحبط كل شيئ جميل ..فما بال رجال اليوم بسنين الإهمال وساعات القسوة والحرمان العاطفي ..التي يحيطون بها زوجاتهم .. معتقدين بذلك أنهم يسيطرون عليهم بتلك القسوة ...  ويجعلون منهن زوجات مطيعات .. مثبتين لإنفسهم بتلك التصرفات بأنهم رجال .. دون أن يعلموا بأنهم في نظر زوجاتهم .. أصبحوا بقايا رجال ...... وجاعلين من زوجاتهم .. بقايا نساء .. لأن المرأة التي تقرر أن تلتزم الصمت عن كل احتياجاتها العاطفية ... لتتجنب الصدامات ولحفظ ماء وجه قلبها .. تكون قد اتخذت القرار الذي تلغي فيه نفسها  ... وتتحول إلى بقايا امرأة ..فاسعد أيها الرجل بما صنعت يداك ... وهنيئاً لك ببقايا لا روح فيها ...فقد كانت الحياة كلها أمامك  ... فآثرت أن تعيش نصف حياة ... وحكمت على نصفك الآخر بالموت ..انتهت عذرائي من كتابة هذه العبارات ...لتهب نسمة هواء ... تبعثر أوراقها ... فتتطاير في الهواء ...وتسقط على الأرض ... بجانب عابر طريق ... فيلتقطها .. وينظر إليها نظرة ً عابرةً ... وبمجرد أن يشتمَّ فيها رائحة أنثى ... يمزقها .. ويرميها على الأرض ....تمت .

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...