المرأة

حقيقة لا أعرف من أين سابدأ موضوعي هذا ..
لقد أسميت هذه الصفحة من صفحات مدونتي ب ( المرأة الأم .. المرأة الزوجة الصالحة ..) لإيماني الكبير والعميق بالدور الذي تستطيع أن تقوم به المرأة
في هذه الحياة إذا تم توجيهها التوجيه المناسب .. ومنذ نعومة أظفارها ..
وأي دور أجمل من هذا الدور الذي منحها الله سبحانه وتعالى إياه وكرمها به .. وجبل طبيعتها ..عليه .. لتتناسب مع هذا الدور  فخلق  فيها العاطفة ..وزرع في قلبها  الرقة و
الحنان ..ألا وهو دور لأم ...
وأنا هنا لا أقصد بكلمة الأم .. أن تكون أماً لأطفالها فقط .. وإنما أماً .. لبيتها .. لزوجها .. ولأطفالها ..
فالزوج .. هو الأبن الأول .. الذي ترزق به المرأة .. أقول الإبن الأول .. لأن المرأة .. كزوجة ينبغي عليها .. أن تحب زوجها وأن تفيض له بعاطفتها ..
وحنانها ..وأن تحتويه .. وتقبله .. بكل ما فيه .. من أخطاء .. وأن تشعر بأمومتها له ..وكأنه حقاً .. فلذة كبدها .
هذا الإبن .. الذي لا يجب  لأحد أن ينافسه أو يحتل مكانته في قلبها .. مهما تقدمت السنون .. ومهما رزقت .. بعده .. بأطفال ..
فكم هي لحظة رائعة .. عندما يجتمع فيها الزوجان .. آخر اليوم .. ليفضي كلاً منهما إلى الآخر .. بعد يوم طويل .. مليء بالمتاعب ..
وما أجمله من شعور .. ينتاب المرأة عندما تشعر بنفسها .. وكأنها ملاذ زوجها .. من كل هذا العالم وهمومه .. وبأنها .. الصدر الدافئ ..
والأم الرؤوم .. ومصدر الامن والأمان لهذا الزوج ..
لحظة تشعرها .. بأنها .. .. ملكت العالم كله .. وبأنها .. أهم عنصر .. في هذا الكون ..  لا بل الكون كله ..حتى ولو كانت مؤهلاتها .. على صعيد الحياة .. ضئيلة متواضعة ..
هنا فقط .. تملكين زوجك .. .. تملكينه .. بحبك .. بإنسانيتك .. تملكينه .. برقة طبعك .. وجميل مبسمك .. تملكينه بسعة صدرك .. وعظيم صبرك ..
أما الآن وللأسف .. فقد تراجعت هذه المعاني .. إلى حد كبير .. وتغيرت المفاهيم .. وانقلبت الموازيين .. لنجد الفتاة ومنذ صغرها ..تربى بطريقة .. ملؤها التناقض ..
فتكبر .. وهي تحمل بداخلها كل ذلك التناقض .. فتعيش حياة مضطربة .. مذبذبة .. و تنسف اجمل علاقة يمكن أن تقيمها في بيتها .. لوقوفها على الترهات ..
لقد أشرت .. في أحد مقالاتي المنشورة في المدونة بعنوان ( صور من المجتمع ) إلى المراحل الأولى من التربية الموجهة إلى الفتاة .. والقائمة على التناقض ..
حيث تربى الفتاة منذ صغرها .. بطريقة تشعرها بأنها كائن ضعيف .. تربى بطريقة تشعرها بالدونية .. لأنها فتاة .. تربى بطريقة ..تكسر ثقتها بنفسها .. وتضعف عزتها بنفسها ..
حتى .. الأحاديث العفوية .. التي تتردد ضمن العائلات .. والتي تعتبر كلاما عابراً احيانا يمكن أن يكون لها ومع كثرة التكرار تأثيراً سلبياً على مفهوم الفتاة لذاتها
..
فعندما يزف أحدهم نبأ ولادة ما حدثت في العائلة .. دائماً يكون السؤال الأول ( هل المولود صبياً أم بنتاً )
وإذا كان المولود فتاة .. فدائما نسمع الإجابة المعهودة .. ( يا حرام .. يالله كله خير .. الله يبعتلها صبي يااااااارب ) ..
لماذا كل هذه الحسرات .. وخيبات الأمل .. لمجيئ فتاة .. إلى هذا العالم ..
كيف ستبني الفتاة شخصيتها .. وتحترم ذاتها .. وتعتز بنفسها .. في ظل مجتمع .. إستقبلها .. منذ اللحظة الأولى لمجيئها إلى هذا العالم .. بـ الحسرات وخيبات الأمل ..
وبعد سنين .. تكبر هذه الفتاة .. لتصبح عروساً .. فجأة .. تشعر بنفسها .. أميرة .. وبأن كل من حولها من الجنس الآخر .. ينبغي عليهم أن يقدموا  لها  الطاعة والولاء ..
فتتحول إلى مخلوق .. يفكر فقط في الأخذ .. دون العطاء .. تعرف ما لها .. ولا تعرف ما عليها .. من واجبات ..  معنوية روحية قبل أن تكون مادية ملموسة ..ينبغي أن تقدمها لبناء بيتها المستقبلي ..
تتزوج .. ليتزاوج التناقض معها .. بين شعورها بأنها .. " الحلقة الأضعف" .. و "مركز الكون"   في الوقت ذاته ..
وهنا تبدأ .. آثار هذا التناقض .. بالإنعكاس على هذا المنزل الجميل ..
أما طرق التعبير فتختلف من إمرأة إلى أخرى .. فمنهن يبدين الضعف والإستكانة والخنوع .. والسلبية .. تجاه كل ما يخص هذه الأسرة ..
فنراها غير قادرة على تحمل المسؤولية كما ينبغي .. وغير مستوعبة لحجم الدور الذي ينبغي أن تضطلع فيه تجاه زوجها وأبنائها ..
ومنهن من تستمر في إعتبار نفسها .. مركز الكون مع وجود ذلك الشعور بالدونية .. في ذاتها الداخلية أو اللا شعور .. لديها ..
فتجدها .. أنانية .. تريد كل شيئ لنفسها .. ولا يهمها سوى تحقيق مطالبها .. ورغباتها .. وتسعى لإثبات شخصيها .. بإتباع مبدأ الصوت المرتفع .. والتحكم الزائد
الغير مبرر .. وتطبق مقولة .. ( زوجي خاتم بإصبعي ) وكل هذا .. ما هو إلا تعبير عن عدم الثقة بالنفس .. وتعويض للنقص الداخلي ..
حيث عجزت عن هذه النوعية من النساء عن إثبات ذاتها وفرض شخصيتها .. بالمنطق والحكمة .. والحب فلجأت إلى الصوت العالي .. والتحكم .. وكل ذك في النهاية .. يكون على حساب ذلك البيت .. والزوج .. والأطفال ..
ومنهن من ينجرفن وراء مواضيع تحرر المرأة ويسعين إلى إثبات ذواتهن بالتمرد والخروج عن المألوف .. وعمل كل ما يخطر في بالهن .. لمجرد أنهن .. أردن ذلك ..دون الأخذ في الحسبان لأي إعتبارات أخرى .. فنرى " الـ أنا " لديهن كبرت إلى حد غير معقول ..
هناك الكثير من الطرق المختلفة .. للتعبير عن حالات التناقض .. الموجودة في داخلنا .. نصادفها في الحياة .. وكلها تعود بمنشأها .. إلى طرق التربية الخاطئة والمتناقضة ..
وطبعاً هذا ينطبق على كلا الجنسين .. فكما هناك أخطاء كبيرة في طرق التربية الموجهة للإناث .. فإننا نجد أيضاً الكثير من الأخطاء والكوارث المدمرة في تربية الذكور ..
وخلاصة القول أن لكل فرد في هذه الحياة .. ذكراً كان أم فتاة .. حقوق وواجبات ينبغي عليه أن يعيها منذ صغره ..
والتربية الموجهة .. من الأبوين للأبناء لها بالغ الأثر .. على نجاح حياة الأبناء المستقبلية .. في أسرهم الوليدة ..
فلا بد من التوازن في التربية .. وإعطاء كل شيئ قدره الذي يستحق 
..و يبقى الحب .. والعقل ...  هما  المفتاحان السحريان .. لكل الأبواب ..
                                                         أنين الروح ............                                                      


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكاية اللون الأبيض .. ذهبت إلى ذلك المقهى .. واتجهت إلى تلك الطاولة المركونة .. في إحدى جوانبه المهملة .. حيث تشبه في انزو...